زوجتى هلاك
رجل بسيط المعيشة نحيل الجسد عريض الاكتاف لكنه يحب الكتابة ويعمل فى احدى مكاتب العاصمة الكبيرة ودوما كان صديق له الكتاب حتى انه يفضله على زوجته نفسها اذا وضعت معه فى مقارنه زوجته هى امراءة تقليدية ست بيت تعشق الطبيخ والطعام عريضة المنكبين ممتلئة الجوانب مؤخرا لم يكن يرتاد البيت كثير حتى يهرب منها فى اعتقاده انها امراءة غبية ولا تشاركه افكاره وانها لا تفقه شيئا غير الطبيخ
عرضى عليه يوما ان يذهب الى مؤتمر علميا وكان صديق له هو من اقترح عليه ذلك الامر كان المؤتمر يبحث كتب جديدة لبعض الكتاب .
اثناء المؤتمر كان هناك تلك الامراءة الصحفية الكاتبة التى كانت ترمقه بكثير من النظرات وتتأمل ملامح وجه الدقيقة كانها تقول لها هيا نجتمع سويا نتبادل الكلمات فتلك لغة العيون وهى من اللغات المتعارف عيها بين العشاق حديثا
كل تلك الامور كان تراود افكاره
حتى انه لم يضيع الفرصة واتجه نحوها وتعارف عليها وتبادلا الكلمات والافكار وشعر كل منهم انه تمام ما كان يبحث عنه منذ سنوات وانه سوف ينتشله من هذا العذاب الذى يعيش فيه وهو ما كان متمثل فى زوجته
اتفقا على ان يخرجا سويا وتكررت الخروجات سويا اكثر من مرة حتى فى مرة من المرات بعد ان تأكد كل منهم من حبه للاخر اتفقا على الزواج بالطبع لم يراعوا او يفكرواوجود زوجة له وذلك البيت الذى سيهدم ابدا ولم يفكر فى تلك الامراءة الاصيلة التى صمدت امام جموده العاطفى تجاها .
اتفقا على ان يطلق زوجته ويقوم بتصفية المسائل المالية معها خلال اسبوع ثم يتزوج الصحفية المفكرة ذات الافكار اللامعة حدذ لهم ذلك.
فى ليلة العرس وبعد ان انفرد كل واحد بالاخر وبدأت الافكار بالهبوط عليه وكيف سيقضى تلك الليلة تحججت الصحفية بتعبها وارهقها فاقترحت عليه النوم وبالفعل كان ذلك وتكرر الامر لمدة يومين وفى اليوم الثالث وهم مازال وفى شهر العسل استيقظ ولم يجدها بجواره فاتضح بعد ذلك انه ذهبت الى العمل اخذ الامرفى التكرر يوم بعد يوم تذهب الى العمل وتعود الى المنزل وهو كذلك واذا حان موعد الطعام قالت لها انها اكلت خارجا وهى بالعمل حتى انها لم تكن تطبخ ابدا ولو فى الاجازات بل انها كانت تشترى الطعام من الخارج جاهزا
لم يكن يجتمعوا كثيرا ربما مرة امام التلفاز لبضع دقائق او حتى بطريق الصدفة فى المنزل وبدئت عيوب الزوجة المثقفة ذات الانف المدقق تبدأ بالظهور
حتى الحياة الجنسية بينهم لم تكن كما تخيل هو الليالى الموعودة التى مكث ايام يفكر بها لم يحدث اى شئ من ذلك بل تلك الحدود بينهم كانه جدار وبنى كانت دوما تتحجج بأن التواصل الفكرى بينهم اهم من تلك التفاهات الجنسية وان تلك الامور ليست ضرورية .
استحالة العيشة بينهم وتفاقمت المشاكل ولم يعد صديقنا يرغب بها كما كان من قبل انما مقتها وندم يوما انه تزوج من ذلك القالب ذلك الحجر الصوان تطلقا وبعد عن بعد حتى الود بينهم انقطع وكان دوما يتجنب الاماكن التى توجد بها عاد صديقنا الى امراءته القديمة ست البيت ذات القلب الحنون الطيب واستقبلته ولم تحمله الهم او شئ ولك تعاتبه حتى على ما فعل بل بالعكس استقبلته بترحاب وبشاشة وجه كان كأنه يرها لاول مرة فى حياته كأنها لم تكن تلك المراءة التى اعتادها لانه دوما كان يتجنب حتى النظر اليها واخذت ايضا تشاركه الحديث وفطن انه لديه زوجه جميلة ولديها لباقة فى الحديث على الرغم من كثرة لكها احيانا الا انها كانت تلك النعمة المفقودة لديه والحياة التى كانت دوما يبحث عنها وهى امامه ولم حتى يراعها ندم على معرفته بقالب الفلين التى تزوجها من قبل .
تزوجا وعاشا حياة هنية وسعيدة ورزقهم الله اطفال جميلة وساعدته فى تربيتهم بجد وانشأئتهم نشائه سليمة وطيبة وعاش معها طوال عمرها
وحمد الله على تلك النعمة
الكثير من النعم تكون امامنا طوال الوقت ولا نقدرها او حتى نلتفت اليها والاكثر من ذلك اننا لا نفهمها حق صح.